الثلاثاء، 31 يوليو 2012

بتكلم عننا ... أساحبي !




يتسع الفضاء الإلكتروني لظهور العديد من الظواهر والشخصيات المختلفة ... ويتسع أيضا إلي كم هائل من  الوسائل التي تقوم علي إنماء القدرة الابداعية والتعبيريـة ، وتضمن لها شبكات التواصل الاجتماعي سهولة الإنتشار بين مستخدمى الشبكة العنكبوتية  ، والتي أصبحت جزءاً فاعلا في حياتنا علي  أرض الواقع .

من ضمن هذه الظواهر ظاهرة (أســاحبي) ، وهي عبارةعن مجموعة من الصور والرسوم التعبيرية التي تؤدي مع بعض الجمل البسيطة فكرة ما ..وفي الغالب تكون في قالب كوميدي.

(أساحبي) ... (أسديكي) .. (أساحبتي) ، وغيرها من الألفاظ التي تعتبر كأيقونة خاصة بين الكثيرين هذه الأيام ، ربما تكون ظاهرة (أساحبي) مجرد "إفتكاسة" شبابية كأن تكون مظهر من مظاهر هذاالجيل ،،وقد تكون محاولة لخلق لغة جديدة خاصة بهذاالجيل الثوري الذي يريد الثورةعلي كل ما هو تقليدي ، وبناء مجتمع خاص به يكون هوالطرف الفاعل الوحيد به هروباً من واقع يُفرض عليه كل شئ فيه ... حتي وصل هذا الفرض إلي طريقة التعبير وإلا اُتهم بـ "قلة الأدب" !

ومن الملاحظ علي ظاهرة (أساحبي) هو الميل السياسي ، فنسطيع أن نقول أن حوالي90% من هذه الرسوم من التعبيرية تتناول شأن سياسي أو تلقي بالضوء علي ممارسات السلطة ، ولا نستطيع القول أنها تنحاز إلي طرف سياسي دون آخــر ، مما يبعدها عن تهمة إستقلال تيار بها ونشرها ، فهي بصورة أو بأخري ظاهرة شبابية ثوريــة بحتة .

ولم تقف (أســاحبي) عند الحد السياسي وحسب ، بل تجاوزتها إلي مشكلات مجتمعية أيضا تهدد جيل الشباب علي وجه الخصوص مثل (السجائر والإدمان) ، ومما قرأته شخصياً في إحدي هذه الصور العبارة الشهيرة {السوكارة تهدد السحة وتسبب الويفاة أســاديكي} ... ، وغيرها ..كما نجدها أيضا في موسم الامتحانات حاضرة برونقها الشبابي الفيس بوكي في العبارةالتالية {الأنكونت مغلق للإمتحانات أســاحبي} ... وغيرها الكثير .


لم تقف هذه الظاهرة عند حدود الصفحات التي تقوم بعمل هذه الصور والرسومات بل تعدتها إلي الأحاديث بين الاصدقاء والـ (الستايتس) وبين الأصدقاء في الشات  ... أي أصبحت لغة تضاف بجانب "الفرانكو أراب" يستخدمها الشباب كـ لغة بديلة للتعبير خاصة بهم .. ولا يستطيع أحد خارج هذا العالم الإلكتروني فهمها بسهولة.

( أســاديكي ) هذه الكلمة لو أردنا إيجاد الأصل العربي المقابل لها سيكون (يــا صديقي) ،فعلي الرغم من كونها وسيلة تعبيرية مبتكره إلا أننا لا نستطيع أن نتجاهل خطورة التحريف اللغوي للكلمات في ظل هجوم شرس من اللغات الأجنبية علي لغتنا العربية ، فوجود طرائق للتعبير مثل (الفرانكو) و (أساحبي) لا شك أنها تنتقص من تنمية القدرة اللغوية التعبيرية في مجتمعنا الذي تقوم علي حفظ هويته اللغةالعربية .

وبغض النظرعن السلبيات السابقة لايستطيع أحد أن ينكر محاولته مرة او مرتين التحدث بـ "أساحبي" ، ومن منا لم ترتسم علي وجهه إبتسامة نتيجة صورة لـ (أساديكي) لخصت بداخلها واقع سياسي مر ...!

ومن الجدير بالذكر تعدد الصفحات الفيسبوكية التي تتناول (أساحبي) فنجد( أساحبتي )  والكثير من الصفحات الاخري التي تحمل نفس المفهوم .
وفي النهايــة تبين هذه الظاهرة كم الطاقة والقدرة الأبداعية عند جيل من الشباب لاتجد لها متسعا علي أرض الواقع .. وتحمل شكل من أشكال صــراع الأجيال ،الجيل المحافظ علي القديم بكل صوره .. والجيل الثوري الذي يحاول  أن يكون له شخصية خاصة به محافظا علي التقاليد لكن في قالب حداثي يتناسب مع واقعه الألكتروني الذي يعيشه ...

وفوتكوا بعافية أســـــــدكائي ^_^

ســارهـْ علي




0 التعليقات:

إرسال تعليق