(عَوِدت عيني ... علي رؤيااااك)
صوتها يعلو بِهمسٍ لطيف ، يُحاصرك ثم يأسِرك... رهينةٌ أنتْ ، وأنا رهينه !!
كل يوم يستيقظ علي صوت خافت "خفوت القمر" وساطع سطوع الشمس ...
"من هذاالذي يصحو علي صوت السِت يومياً ؟!" تساءل في نفسه مرات كثيرة دون جدوي !
في اليوم التاالي إستيقظ علي نغماتٍ أخري هذه المرة تحمل تِلال رائحة تِلال التلج ، والأخشاب الرطِبة ..
الصوت يعلو شيئاً فشيئاً ..
(سئلتك حبيبي لوين رااايحيين .. خلينا خليناااا وتسبقنا سنييييييييين ) !
مرة في مرة إعتاد أن ينتظر مِزاج هذا الشخص القاطن أمامه ، هذا الجار الذي لم يرهُ أبداً ، و علي مايبدو لم يسمع بهِ سِوااه.
أن تنتظر مِزاجيات وتقلبات الآخرين ثم تتحول مع الوقت إلي عادات لا غِني عنها . . .
شيئاً ما في نفسي يجعلني أتعرَّف إلي هذا " الجار " الذي يتوافق مِزاجه معي دائماا ، كل صباح أشعر وكأن يُحادثني وحدي ، يُغني لي فقط .. ولا يُسمع ترانيمه أحداً سِواي .. أتراني في ظني هذا عاقِلاً أم جبان ؟؟! لِماذا أرفض كونها مُصادفات لا بأسَ ولا تعمُد بها ، وهداني ظني لوهلة أنه ربما تكون حالة من حالات توارد الخواطِر !!
لكن يوم ذكري إستشهاد صديقي في حرب الإستنزاف تغيرت هذه الظنون ، صديقي "مُراد" الذي نوفي بين يدي ، دون مقاومة للألم أو قُل دون مقاومة للموت .. تركني وحدي ، فنركته ، ولفظته من داخلي ، وقتلتني بذلِك !
عُدتُ إلي وعيي بعد فترة حِِداد طال أمدُها ، إنخرطتُ في الجندية ،" ثأري ثأران " ..
وانا الذي لم يُتابع يوما نشرة أخبار ولم أقرأ جريدة ، هذا ما يفعلهُ بِكَ (الفقد) .. يُغيرك ويُبدلُكَ بـآخر لا تعرفه ...
" وإن موت يا أمي متبكيش راح أموت علشان بلدي يعيش" ...
الصوت هذا الصبااح مُختلف ، مدعاة للتضحية ومؤانسة للألم ،
"فقدك كان أكبر من يُحتمل" .. مريضٌ أنا بك يا صديقي...
"وإن مر يوم من غيررؤيااك .. وان مر يووم من غير لقياك .. مينحسبشي من عمررررري"
زوجتي الرااحِلة : عاد "الجرامافون" ليغني أغنيتك المفضلة ، رحمك الله ... توقفت حياتي عند رحيلك ، كم أنا شريدٌ بدونك !!
بعد أن إنتهت الأغنية أطفئت الزوجة "الجرامافون" ، وأعادت الاسطوانات إلي مكانها وإنصرفت إلي عملها ، أقت نظرة علي الصورة المعلقة علي الجِدار وتمتمت قائلة :
"رحمك الله يا زوجي العزيز ....... هذه كانت أغنيتنا المفضلة ، عيد زواج سعيد ، سألقاك في الجنة" ..
رآها .. لم يستطع لمسها ... هكذا الأشباح يتفاعلون ... !!
جراما فون .. ســاره علي
صوتها يعلو بِهمسٍ لطيف ، يُحاصرك ثم يأسِرك... رهينةٌ أنتْ ، وأنا رهينه !!
كل يوم يستيقظ علي صوت خافت "خفوت القمر" وساطع سطوع الشمس ...
"من هذاالذي يصحو علي صوت السِت يومياً ؟!" تساءل في نفسه مرات كثيرة دون جدوي !
في اليوم التاالي إستيقظ علي نغماتٍ أخري هذه المرة تحمل تِلال رائحة تِلال التلج ، والأخشاب الرطِبة ..
الصوت يعلو شيئاً فشيئاً ..
(سئلتك حبيبي لوين رااايحيين .. خلينا خليناااا وتسبقنا سنييييييييين ) !
مرة في مرة إعتاد أن ينتظر مِزاج هذا الشخص القاطن أمامه ، هذا الجار الذي لم يرهُ أبداً ، و علي مايبدو لم يسمع بهِ سِوااه.
أن تنتظر مِزاجيات وتقلبات الآخرين ثم تتحول مع الوقت إلي عادات لا غِني عنها . . .
شيئاً ما في نفسي يجعلني أتعرَّف إلي هذا " الجار " الذي يتوافق مِزاجه معي دائماا ، كل صباح أشعر وكأن يُحادثني وحدي ، يُغني لي فقط .. ولا يُسمع ترانيمه أحداً سِواي .. أتراني في ظني هذا عاقِلاً أم جبان ؟؟! لِماذا أرفض كونها مُصادفات لا بأسَ ولا تعمُد بها ، وهداني ظني لوهلة أنه ربما تكون حالة من حالات توارد الخواطِر !!
لكن يوم ذكري إستشهاد صديقي في حرب الإستنزاف تغيرت هذه الظنون ، صديقي "مُراد" الذي نوفي بين يدي ، دون مقاومة للألم أو قُل دون مقاومة للموت .. تركني وحدي ، فنركته ، ولفظته من داخلي ، وقتلتني بذلِك !
عُدتُ إلي وعيي بعد فترة حِِداد طال أمدُها ، إنخرطتُ في الجندية ،" ثأري ثأران " ..
وانا الذي لم يُتابع يوما نشرة أخبار ولم أقرأ جريدة ، هذا ما يفعلهُ بِكَ (الفقد) .. يُغيرك ويُبدلُكَ بـآخر لا تعرفه ...
" وإن موت يا أمي متبكيش راح أموت علشان بلدي يعيش" ...
الصوت هذا الصبااح مُختلف ، مدعاة للتضحية ومؤانسة للألم ،
"فقدك كان أكبر من يُحتمل" .. مريضٌ أنا بك يا صديقي...
"وإن مر يوم من غيررؤيااك .. وان مر يووم من غير لقياك .. مينحسبشي من عمررررري"
زوجتي الرااحِلة : عاد "الجرامافون" ليغني أغنيتك المفضلة ، رحمك الله ... توقفت حياتي عند رحيلك ، كم أنا شريدٌ بدونك !!
بعد أن إنتهت الأغنية أطفئت الزوجة "الجرامافون" ، وأعادت الاسطوانات إلي مكانها وإنصرفت إلي عملها ، أقت نظرة علي الصورة المعلقة علي الجِدار وتمتمت قائلة :
"رحمك الله يا زوجي العزيز ....... هذه كانت أغنيتنا المفضلة ، عيد زواج سعيد ، سألقاك في الجنة" ..
رآها .. لم يستطع لمسها ... هكذا الأشباح يتفاعلون ... !!
جراما فون .. ســاره علي