غادرت إلي عملي كسائر الأيام في
السادسة والنصف صباحاً ، دقائق ووصلت إلي (موقف السيارات) ألقيتُ التحية عليها ،
صديقتي البندقية : صباحاً خيراً مليئاً برائحة البارود ..
_لكنها لم ترد..
اليوم مثل البارحة ، قالها قديماً نزار :
اليوم مثل البارحة ، قالها قديماً نزار :
متى تفهم ؟ متى يا أيها المتخم ؟
متى تفهم ؟
بأني لست من تهتم
بنارك أو بجناتك
وأن كرامتي أكرم..
من الذهب المكدس
بين راحاتك
وأن مناخ أفكاري
غريبٌ عن مناخاتك
أيا من فرخ الإقطاع
في ذرات ذراتك
ويا من تخجل الصحراء
حتى من مناداتك
متى تفهم ؟!
عندما تتحول الثورة إلي مزاد علي رغيف الخبز ، من أسواق
السياسة تزدهر تجارة المتفيهقون ، المتمدينون ، المدَّعون ... كلهم سواء ، التجارة ملعونة
، ملعون من تاجر ، من شارك في التجارة ولو بشطر كلمة .
و ماذا بعد ؟! أين ثورتي ؟!
و ماذا بعد ؟! أين ثورتي ؟!
أصبحتُ و البندقية صديقتان و أكثر ، أتعامل معها كفنجان القهوة
الذي لا غني عنه صباحاً ، كالذكريات التي تحرق كل ما تبقي من جَلَد وصبر من فراق الراحلون
، مع بداية كل يوم أتأمل فوهتها ،تُري متي سيأتي اليوم وسترد التحية فتلحقني بالأخرون
!
_حسناً ، يبدو أنه
ليس موعدها اليوم كما البارحة .غداً ألقاكِ .