(1)
عائدة إليك يا أمي محملة بأوزار الماضي
بـ الخوف من الحاضر ..وأوهام الغد المجهول...
لكن لابد أن أعود
(2)
في رحلتي للبعد عنكِ
افتقدتكِ كثيرا..
افتقدتُ إخوتي في الأرض والدين...
افتقدت قلبي الذي تركته عند أحد أبناءكـ
هذا الذي يسمي بـ
"الأمين"!
لكنه سبق في الشر الشيطان الرجيم..!
لكن كان لابد أن أعود
(3)
أتذكرين...
عندما رست سفينتي علي شط آخـر
هذا الشط كان لجزيرة مورقة وارفة الجنان
المياه زرقاء ..كـ لون عينيكِ
شعرت فيهما بـ الحنان..
رسوت وقلبي مطمئن...
لكن غادرت هذه الأرض
فسرعان ما ظهرت أفاعي الغدر لـ العيان !
.......
كان الخطأ مني أولاً..
فـ أنا من قررت مغادرة أرضك...
وأنا من قررت العصيان..!
وأنا من ذهبت إلي جزيرة النسيان!!
(4)
ويــحــى!
ماذا دهاني عندما تلفظت بتلك الكلمة...؟؟
"أكــرهــك"!!
أنا لا أكرهك ، بل أكره كل لحظة مازالت تذكرني بـ "حبك"!
غادرت جزيرة الأفاعي ..
وعُـدتُ إليكِـ...
فكان لابد أن أعود
(5)
إنتقلت إلي جزيزة أخري..
ذهبت إليها مرغمة...
فأنا أعرف انها مليئة بوحوش " الذاكرة والذكريات "..
مليئة بقلوب محطمة...
بعضها نجا..والبعض مات!
......
أسلوبها المستفز في إستدعاء كل ما أريد نسيانه...يؤلمني
تعاندني وتستدعى كل الطرقات التي
جمعتنا سوية
اللحظات القدرية...
التي محوتها من دليل الذاكرة..
هذا الطريق ...
هذه الشجرة...
هذه الأغنية...
وحتي هذه الآية القرآآنية....هذا الشيخ....المقرئ....
أوقات تذكيري لها بـ "الصلاة"...
وإرتفاع أيدينا في نفس اللحظة بـ "الدعاء"....!!
لما يا أمي علي نسيان كل هذا!
ولمـَ أرغمتني علي دخول هذه الجزيرة "الموبقة"...!
(6)
غادرت الجزيرة أقوي من أي وقت مضي..
فولاذية...
اطمئني لقد أصبَحَتُ في عداد الموتي...!
(7)
بــوادر العودة..
مثل الجنين الذي يسعي للنجاة..ضد محاولات الإجهاض المتتالية!
عادت ولا تعرف لماذا عادت..
تريد أن تعود ولا تريد...
تريد أن تنساني ولا تستطيع!
ماذا تريد؟؟
العفو والسماح...!
وتوقفت عن الكلام المباح...
فما كان في قلبي قُـتـِلَوه...وموعد "الدفنه" في الصباح
صباح آخــر أتمتع فيه بشمس الفراق...ونيران الفقد..
و"فلاشات" الذاكرة...!
و"فلاشات" الذاكرة...!
غادرت يا أمي جزيرة النسيان..وعُدتُ إليكـِ..
عُدتُ إليكـ يا وطني ....
لكن متي سأعود الي نفسي..!!
عندما نغترب عن كل ما يسمي "وطن".... قد لانجد أنفسنا !!
ســــاره علي